الإنجاب مشروع حياة عندما يقرر أحدنا السفر إلى بلدٍ ما، أو إقامة وليمة لعرسٍ أو ذكرى ميلاد، أو حتى بناء بيتٍ، فإنّه يقضي زمنًا طويلًا في التخطيط، والرسم، والتصور المُسبق للتحديثات والتحديات المحتملة، ويضع خططًا لتخطيها وتجاوزها، قد لا يقوم بتنفيذ ذلك إذا استشعر تقصيرًا أو عدم قدرة، فما بالنا بمشروعِ الحياة والعمر، مشروع بناء الإنسان وخليفته؟

هذا المشروع الذي لابد أن نشتغل للإعداد له منذ أن يراودنا حلمًا، ومنذ أن نلمسه جنينًا، ومنذ أن نسمع صوته، ضحكاته وبكائه تملأُ بيتنا ووجودنا بإحساسٍ جديد ونكهة جديدة، حتى يُصبح إنسانًا صالحًا مُصلحًا لنفسه ومجتمعه.

قبل خوض تجربة الإنجاب من الواجب أن يوّجه الزوجان لنفسيهما عدة أسئلة:

أليس من الأهمية بمكان أن أُختار الآن لأكون أمًّا وأبًا؟ ألا يحمل هذا الاختيار تشريفًا لي وثقةً في قدراتي؟ ألا يعني ذلك بأنّ الله قد اختارني لأكون مُنجبًا لقائدين وقائدات؟ أليس أمرًا عظيمًا أن يُسجَّل اسمي بأنّي مصدر الحياة لابنٍ صالح أو ابنةٍ صالحة؟ أهناك تشريفٌ أكثر من هذا التشريف لبني الإنسان؟ هل وسائل التربية التي أعرفها مُلائمة لهذا الهدف العظيم؟ هل قناعاتي الحاليّة تؤلهني لهذه المهمّة الجسيمة؟ هذه أسئلة ضرورية لابد أن يسألها الآباء والأمهات قبل الإنجاب، ليُدركوا الفُرصة الكبيرة التي أمامهم، وهي إنجاب طفل نربّيه ليكون إضافةً جميلة للحياة، صالح مصلح منتج، نُربيه بحب ليبعث الحب والسلام لمن حوله.