محاور التربية
مع د.آلاء نصيف

دليل تربوي مبسط في خمسة مقاطع مصورة يتناول أهم المفاهيم التربوية العامة التي يحتاجها الأهل لتربية أطفالهم بطريقة إيجابية

كيف تتشكل قناعاتنا عن الأمومة

أين أنا؟ (حقوقي وواجباتي) ما بين هاتين الكلمتين تدور أسئلة الأم الشابة حديثة العهد بالولادة. فمع انتظار مولودها الأول، وإن كان قصيرا في حساب الزمن، إلا أن الشوق لمن رافقها تسعة أشهر تجعل ذلك الانتظار طويلا حتى تسمع صرخته الأولى. وربما مع فرحتها لا تدرك ما أخذه منها أثناء حملها، فمنذ الحمل إلى الولادة وما بعدها بأشهر عديدة تدور حياة الأم كلها حول كيفية العناية بالطفل وإرضاعه، وتبديل ملابسه وتنظيفه وفهم نفسيته واحتياجاته واللعب معه، وتوفير البيئة الآمنة والمناسبة والعمل على إعداد كل ما يجعله مرتاحا سعيدا. وهكذا تكاد تختفي كلمة (أنا) من قاموسها لتحل محله (هو).

وهنا يبدأ الصراع النفسي عند الأم والبحث من جديد عن (الذات) التي كادت أو اختفت مع الضيف الجديد! ومن هنا تجد الكثير من الأمهات أنفسهن يعشن مشاعر تتأرجح ما بين الحب والفرح والحزن والغضب والوحدة والإرهاق والشعور بالملل، وقد يتبادر إلى ذهن بعضهن هذا السؤال: أين أنا من كل هذا؟ ماذا عن احتياجاتي أنا؟ ماذا عن راحتي أنا؟ هذه الأسئلة وتلك المشاعر طبيعية جدا، وتمر بها كل أم تقريبا بطرق مختلفة، وبنسب متفاوتة، لكن المهم هو تعاملك مع هذه المشاعر وفهمها جيدا. فلا تكبتيها، ولا تسمحي لنفسك بالشعور بها.

والأهم من ذلك هو أن لا تشعري بالذنب؛ لأن مثل تلك المشاعر الأفكار تراودك، فأنتِ لستِ أما سيئة وحبك لطفلك لا يقلّ عن حبّ الأمهات الأخريات لأطفالهم. بالإضافة لبعض المشاعر السلبية التي قد تمر بها الأم التي ولدت حديثا، هناك بعض التغييرات الجسدية والعاطفية التي تحدث لها، ومن الضروري معرفتها، والتعامل معها بشكل سليم.