محاور التربية
مع د.آلاء نصيف

دليل تربوي مبسط في خمسة مقاطع مصورة يتناول أهم المفاهيم التربوية العامة التي يحتاجها الأهل لتربية أطفالهم بطريقة إيجابية

الخلاصة في التربية

إدارة الواقع الجديد المحطة الأولى: الأمومة رسالة سامية إن الأمومة ليست مجرد غريزة وفطرة؛ فهذا الحصر يجعل من الأم مجرد مصدر لتوفير الاحتياجات الأساسية للطفل، وهذا لا يكفي أبدا للتربية وبناء الإنسان، فالأمومة أعمق وأكبر من ذلك، فهي رسالة سامية لبناء وإعداد الإنسان، وتتضمن الكثير من الرعاية والحبّ والعطاء، الأمر الذي يفترض قبل كل شيء الاعتراف الكامل بإنسانية المرأة، ويستلزم فتح آفاق الحياة الواسعة أمامها؛ كي تحقق تكاملها الشخصي، الذي يمكنها من القيام برسالتها، وإلا فإن أيّ انتقاص من إنسانية المرأة، ومن دور الأمومة سوف يعيق المرأة عن أداء دورها كأمّ حقيقية.

إن الأمومة ضرورة حيوية في المجتمع البشري، تنمي الترابط الروحي والاجتماعي. والأم هي العامل الأساسي في الأسرة؛ وهي مصدر الأمان والحنان للطفل، والشعور بالراحة التامة عندما تضمه أمه إلى صدرها؛ إذ يلوذ ويرتمي في أحضانها عند إحساسه بعدم الأمان، ومن أن طارئا ما قد يقترب منه. ذلك الإحساس بالأمان يجعله يستجيب لما تمليه عليه من توجيهات، فهي قادرة على أن تغرس في نفسه أسمى العقائد والخصائل الكريمة.

إن الأمومة فرحة وفخر لكل امرأة، ولها دور كبير في خلق أفراد صالحين في مجتمعاتهم إذا ما تمت تأديتها على نحو سليم. وقد مَنَّ الله تعالى على الأم بأن كرمها بجعل طاعتها وتقديرها وخدمتها من أهم واجبات المسلم، وجعل رضا الأم مقترنا برضاه جل وعلا، إلا أن هذه المكانة الكبيرة ليست تشريفا ، بما تحمله الأم من واجبات ومسؤوليات، فالأمومة وما تتطلبه من جهد وصبر، هي تكليف عظيم ، وعلى المرأة أن تعطيها حقها وتؤديها على أكمل وجه ممكن حتى تستطيع أن تستشعر جمال وشرف